الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

من المسؤول

تحتل بعض الأسئلة مساحة من الوقت من أجل البحث عن إجابة تملأها وتُسْكِت ضَجيجها ،  لماذا تتم تغذية اماكن الفتن بالشباب السعودي ؟ ولمصلحة من يتم ذلك ، هل هي حقا نشوة شباب كما نسمع عبر ألسنة العائدين من هناك ؟ ام إن ذلك تخطيط مدروس ومتقن ، يدار بطريقة برغماتية ، اتصفح في موقع إجتماعي سيلا من الدعوات لقبول الرب لشاب سعودي مات في حلب ، وأمر بموقع آخر على فرحة مضاعفة لشاب قُتل في منطقة جعار باليمن ؟ والقائمة تطول ... أقف لوحدي واتسأل .. لماذا كل هذا يحدث ؟

قبل ما يقارب الاسبوعين فقط ، أتفاجأ بسفر صديقين اعرفهم ، وتربطني بهم صِلة قربى ووشائج أخوة - لمنطقتين من مناطق الفتن المضطربة من حولنا - بدعوى إعلاء راية الاسلام ورفع علم الجهاد عاليا - وكأن لساني يقول لو أدركتهم " لعمري لقد تعبت ارواح من سبقكم في محاولة نيل شرف مزعوم ادعوه قبلكم .. وها انتم على الدرب سائرون " .


مناطق الفتن من حولنا - في رأيي المتواضع - يتم تغذيتها بالشباب السعودي وفق خطط مدروسة بعناية فائقة .. ومناهج تعد مسبقا ، وموجز الخطط والمناهج أنها تنص على تكفير ولي الامر والعلماء والدعاة والمجتمع بأكمله . بمرئيات يراها منظروا ارسال شبابنا الى هناك .

يتضاعف حجم التعاطف وتتزايد الرحمات التي تنزل على هولاء من قبل البعض ومنحهم لقب الشهداء حين يموتون في مناطق الفتنة ، هل اصبح الاسلام محكوما بشهادة فلان لفلان بانه شهيد ، ألم يكن علم هولاء عند ربي ، ولا نعلم ماذا تكون خاتمتهم ؟ إن المساهمة في نشر هذا التعاطف يُحْسَب توجه غير مباشر للبقية من  الشباب للإنزلاق في مسالكهم ، دون وعي أو تثبت لحقيقة الامر ، ولا يوجد أحد من هؤلاء المنظرين يصرحون بحكم روج مثل هولاء الشباب بدون إذن ولي الامر وما ينطلي على ذلك من أمور شرعية قلما ينتبه لها الانسان .


لماذا كل هذا التبجيل والثناء لشخص مات في منطقة مضطربة لا نعلم حقيقة ما يجري فيها ؟ هل الأمور تدار من وراء الستار ولا يرى احد شيء منها ، انضممت لفترة من حياتي لأناس لا يرون الا التكفير والتفجير كحل أساسي لجميع المشاكل - ولله الحمد استطعت الابتعاد عنهم ولكني ما زلت ارى انهم يقدمون شبابنا كضحايا وقرابين لخدمة اهدافهم .

انا على يقين بان هناك من يقدم لهولاء الشباب كل الدعم المادي واللوجستي تمهيدا لخروجهم الى المناطق المضطربة أو صناعة إضطراب محلي ، بعد ان يتم غسيل عقولهم لفترات معينة , وانا على يقين بأن اغلب من يخرج لتلك الاماكن لا يملك من العلم الشرعي ما يملكه طالب الثانوية هذه الايام ، لانه لا يقرأ الا كتبا معينة بعد أن يإخذ إجازة وجواز قرائتها من شيخ الجماعة او امير التنظيم .

نصيحة لشباب بلادي بأن يتجنبوا كل من يريد غسل افكارهم ، وتجنيدهم لاداء ادوار عجز عن القيام بها من يريد تجنيدهم .




عبد الرحمن الجوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواقع التواصل الاجتماعي