الأحد، 4 أغسطس 2013

ابن أبها يصارع الهيئة !


حاولت بشتى الطرق ألا أكتب أي مقال في شهر رمضان ، رغم كثرة المغريات والمواضيع الفاتحة لشهية أي كاتب ، ولكنني كنت أحاول الإبتعاد عن طرح أي موضوع والنقاش حوله حفظا لوقت رمضان الفضيل من أن تشوبه شائبات مجتمعنا ، ولكن تأبى المروة أن يدنس جنابها ، وتأبى الشيم والأخلاق أن توطى حماها ونحن نلتزم الصمت ونستأثر الدعة . 

في مدينة الحب والسلام ، في "أبها" التي كانت مهوى أفئدة المحبين ، وفي شهر رمضان المبارك ، وفي العشر الأواخر منه ، يعتدي عضوان من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالضرب واللطم والإهانة على شاب يافع لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره بزعم أنه كان يحاول معاكسة إحدى الفتيات . 

لم تعد أسواقنا للتبضع هذه الأيام وإنما أصبحت كمائن لإصطياد الشباب والعودة بهم إلى مراكز الهيئة والاحتفال بجلسات النصح والمناصحة لهم وتسجيل هذه الحالات في سجلات الإنجاز لهذه الفروع رغم أنه من الأولى النصح الميداني بأدب وبدون اللجوء لإستخدام أساليب التهجم وفتل العضلات والاستقواء بها . 

من يعتقد أننا ضد وجود الهيئة أو ضد إنجاراتها فهو مخطئ بدون أدنى شك ، نحن ضد معاملة بعض أفرادها للناس ، بأي حق وفي أي شرع ومنطق يُعتدى على هذا الشاب وأمثاله لوجود شبهه معينة أو بلاغ من شخص لا نعلم من صدق هذا الشخص أو كذبه ، كفانا اسفافا وسذاجة وإتباعا لمثل هذه الأساليب ، لأن الخطأ لا يعالج بخطأ ، ومن يتخذ هذا الأسلوب له كمنهج حياة فهو يحكم على عمله وإنجازاته بالفشل .

في زمن الإنفتاح المستمر وعصر التواصل الإعلامي وأوقات توثيق المشاهد بكل ما يحدث يحق لنا أن نتسأل : هل كل من أطال لحيته وقصر ثوبه وأنعم الله عليه بالصحة في جسده يتعامل مع من يقدم على خطأ معين بمثل ما رأينا في هذا الفيديو ؟ أليس لزاما على أفراد الهيئة أن يكونوا مضرب مثل في حسن التعامل وتلافي الأخطاء وحل المشكلات التي تواجههم بمزيد من العقل والتروي والحكمة ؟ أليس من حق المواطن أن ينعم بإرتياده للأماكن 
العامة دون خوف من سوء الظن الذي يلاحقه من هنا وهناك ؟ 

يجب على العقلاء في جهاز الهيئة  أن لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام ، وأن يحاسب من اعتدى على هذا الشاب محاسبة عسيرة قبل محاسبة الشاب على خطأه إن كان مخطأً ، يجب أن يتعلم أفراد الهيئة أصول الحسبة وأبجديات ممارستها ، وليت البعض يعلم بأن انضمامهم لهذا الصرح الكبير في قلوبنا لا يسمح لهم بأي حال من الأحوال ممارسة لعبة القوة والتلذذ بإهانة المخطأ أو المخالف لأي سبب كان ، نحن في بلد كرمه الله بإتباع شريعة الإسلام السمحاء والتي تحافظ على كرامة الإنسان وشيمته حتى وإن كان جاوز درب الجادة في بعض تصرفاته . 

ولكم التحية .... 

عبدالرحمن الجوني 

@a_aljouni


 https://www.youtube.com/embed/ep3GOq09j_I 

مواقع التواصل الاجتماعي