الأربعاء، 22 مايو 2013

إليكم ... يا فلاسفة الجمال البهي !

إليكم يا مجلس ألمع الثقافي ، يا من تستمطرون السماء ثقافة وشعرا وأدبا وعلما ، يا من تقدمون الغالي والنفيس لإحياء ألمع الجمال في قلوبنا ، وألمع الثقافة في عقولنا ، إليكم يا فلاسفة الجمال البهي والعشق الأزلي والقلوب النقية والألسن الممزوجة بعسل السدر والأجساد الممتلئة بحب الأرض وحب العلم والثقافة والشعر والأدب .

إليكم تحية لا تشبه بقية التحايا ، تحية حب وإعجاب وغبطة ، تحية تسمو لسمو أنفسكم وجميل سجاياكم ، تحية ترقى إلى السحاب لتستمطر رحماته إعجابا بجميل صنيعكم ، ونزولا عند قمة عظمة منجزاتكم ، تحية تتباهي إلى الملأ بكم ولكم ، تحية تشهد لتاريخنا الألمعي بأنكم صنعتم للجمال بيرقا من الشعر والثقافة والعلم والمعرفة ، وبأن لكم سابقة مجد تفاخر السحاب في علوها وسموها وجميل صنيعها .

كنت أتابع جديدكم من وراء الشاشات ومن مواقع التواصل الإجتماعي فأرى جمالا لا يضاهيه جمال ، أرى قلوبا تعتنق البسمة وتغني للحب وترسم الجمال وتبحر في بحور التميز ، تهتم بالواقع وتحب تراث الأباء والأجداد ، لكنكم لم تدعون تراث هذه المحافظة حجز عثرة لكم كما فعل غيرهم ، بل مزجتم بين ماضي الأباء والأجداد وبين حاضر الأبناء وجديد مواضيع المجتمع لتخرجوا لنا تميزا فريدا يقل ويندر أن يضاهيه غيره .

أقتحمت أسوار غموضي الشخصي بحثا عنكم ، بحثا عن هذا الإبداع المتميز والسالب للألباب والأفكار ، وجدتكم كما رأيتكم ترحبون بكل ضيف جديد ، وتقدمون البسمة لكل من حل بينكم ، يريد أن ينهل من صافي مشاربكم وعذب تغاريدكم ، تثرون نقاشاتكم وتحيون لياليكم ، وتبذلون من وقتكم وجهدكم ومالكم الشيء الكثير سعيا لإثراء مجتمعنا بالثقافة والعلم والمعرفة والأدب !

كنتم لنا ولا زلتم بلسما يداوي جراحنا ، ودواء نستطبب به ألامنا ، وينقلنا من ضيق الفكر إلى رحابة الفهم والإدراك ، يحق لنا أن نتفاخر بكم ، في عموم الوطن من شماله إلى جنوبه ، أصبحتم لنا كالماء البارد بعد عطش أقض مضاجعنا ، عطشنا أن يضيع تراثنا وثقافتنا وشعرنا وأدبنا ، وتتحول إلى كلام ليل لا يعرف مصدره ، ولكنكم أوجدتم لنا كل السبل لتعلم كل ما يهمنا نحن أبناء المحافظة ، لنصل إلى مرحلة الوعي الكامل بماضينا المجيد وحاضرنا الجديد .

حق عليّ أن أشكركم فردا فردا ، وأن تتوج صفحاتي ثناء عاطرا لكم ، فقد أحييتم فينا جذوة أمل قد أطفئتها لهيب شموس المتشدقين من كتابنا ومثقفينا ، أولئك الذين يعشقون الإقصاء ويعيشون في بروج الجوزاء ، مبتعدين عن أي حراك ثقافي يفيد مجتمعاتنا وينير فيه شموع العلم والثقافة ، أولئك أصبحوا كما يقول أحد أصدقائي لا يقرأون إلا لأنفسهم ولا يكتبون إلا لأصدقائهم ، أصبحوا لا يهتمون لأجل تنمية ثقافة المجتمع ، أولئك لم يعلموا بأنهم ليسوا في طبقة النبلاء في وطننا ، النبلاء هم من يقودوا حراكاتنا الثقافية إلى شواطئ العلم والمعرفة ، وأنتم يا سادتي ، يا مؤسسو مجلس ألمع الثقافي نبلاء عصرنا ومنيروا ثقافاتنا وفلاسفة جمال ألمع الأخاذ .


أزجي لكم من السلام أعطره وأنقاه ، ونحن على موعد معكم في بداية عامكم الثقافي القادم لتنشروا لنا عبق ورودكم وجميل أطروحاتكم ، نحن على شوق وقاد لكم ، ولما ستقدمونه لنا من إثراء لأفكارنا وثقافاتنا .. ليطب مسعاكم ولتحفظكم عناية الله ، حتى موعدنا القادم معكم نحن في الانتظار !


عبدالرحمن الجوني

@a_aljouni

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواقع التواصل الاجتماعي