الاثنين، 31 ديسمبر 2012

الجنوب ... وأكاديمي جامعة الإمام !

أتفهم كثيرا النبرة الحادة التي تواجدت على لسان اكاديمي معتل في إختبار معترض لأحدى المواد في جامعة الإمام محمد بن سعود تتمحور أن أهل منطقة الجنوب يعبدون الحجر والشجر وأنهم كانوا يشركون بالله ولديهم الكثير من البدع والشركيات .

بعيدا عن المناطقية البغيضة ، والعصبية القبلية المقيتة ، من أين استقى هذا الأكاديمي المعلومة الخاطئة ، وضرب على كل أوتار اللحمة الوطنية ورمى بها في سراب النسيان ، معتمدا على مصادر غير صحيحة ،ومدعيا بأن أجدادنا كانوا في مراتع الشرك والأوثان يعيشون !

ناقشت الكثيرين في هذا الأمر بدءا بوالدي ومرورا بأباء أصدقائي ، وهم من لا تجمعهم قبيلة واحدة ، وإنما تعددت قبائلهم واختلفت مشاربهم ، وكلهم أجمعوا على كذب هذه المصادر جملة وتفصيلا ، وإنما أراد من وضع الآسئلة أن يضرب نجد بالجنوب ، شأنه في ذلك شأن غيره ممن يحبون إذكاء الفتنة العصبية ويعيشون على إضرام نيران تشوية المجتمعات .

الجنوب بأكمله كان شافعي المذهب ، لم يكن يعبد الحجر والشجر ، كان مؤمنا بالله ورسوله ، أجدادنا فيهم العالم الرباني ، والشاعر الملهم ، والأديب الأريب ، ولم نكن نكفر الأخر ، وندعي جزما بأنهم يشركون بالله ، ثم أن من نجد خرج لنا الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ليعيد أهل نجد إلى جادة الصواب ، وعلى هذا المبدأ تأسست الدولة السعودية الأولى ، وحري بك أيها الأكاديمي أن تستقي معلوماتك من مصادر موثوقة ، لا أن تسرح بخيالك وتبدأ بتأليف روايات على مزاجك ، ومن بنات أفكارك .

أنتم بأفعالكم هذه تبدؤون في شرخ اللحمة الوطنية، وتغذون إرهاب الفكر ، وتتعمدون إذكاء العنصرية في أبهى صورها ، فلستم ملائكة ولا صحابة أجلاء ، ولسنا كفارا أو شياطين بغضاء ، فمن الجنوب إن لم تكن تعلم خرج صحابة وفرسان وعلماء ولدينا في عسير ما يثبت ولائنا للدولة الإسلامية الأولى من أيام أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ومشاركة قبائل عسير جميعها في معركة القادسية ، وتاريخنا يشهد بمحاربتنا للمستعمر لبلادنا والطامع في خيرات أرضنا مهما كانت نحلته أو ملته ، ومنكم أيضا إن لم تكن تعلم خرج مسيلمة الكذاب وفتنة أهل اليمامة ، فأنتم صدرتم للإسلام أول فتنة ، وها أنتم على نفس النهج تسيرون .

نصيحتي لهذا الأكاديمي ، أن لا يصدر الفتن لنا من جديد ، ولا يزرع سكينا يصنع بها سمة التفرق والتشرذم للحمتنا الوطنية ، ولا يضرب الجنوب بنجد فكل له أخطائه وجهله ، وليدع خلق الله تحت رحمة الله ، وليغفر لهم الله كل جهلهم وسوء صنيعهم في أخطائهم ، وليكن لك عين ثاقبة ترقب الحق وتبحث عنه ، ولا تكن عبد الله الساعي للإفساد ، وكن عبد الله الساعي للإصلاح .

عبدالرحمن الجوني
@a_aljouni

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

ما هكذا توُرد الأبل .. يا تركي !

صاحب الكاريزما المبهجة والحضور المميز يُخير ضيفه مساء البارحة بين الإنصياع لأوامره والرضوح لطلباته أو الإنسحاب من الحلقة إن أراد ، وهنا يختار الضيف الإنسحاب حفظا لكرامته وانتصارا لمبادئه وما تربى عليه .

ما حدث مساء البارحة بين مقدم برنامج كورة المذيع اللامع/ تركي العجمة والكاتب المميز في صحيفة عكاظ الأستاذ / إبراهيم عسيري لابد من الوقوف معه طويلا وتحليل أبجديات الثقافة المهنية والإعلامية في كل ما شاهدناه البارحة .

نقطة الإختلاف كانت حول عنوان صحيفة الشرق بعد مباراة الفتح والهلال حيث كان العسيري متحفظا في العنوان طالما أن اللعة العربية لا يوجد فيها مسوغ قانوني أو لغوي يرفض مثل هذا الطرح ، وما بين العجمة حيث كان رافضا بشدة لمثل هذه العناوين ويشبهها برسائل البلاكبيري وثأرث ثأرته وبدأ بالانتقاد ووضح عليه الإنفعال والغضب .

لن أقف كثيرا مع ما طرحه الكاتب إبراهيم العسيري فهذا رأيه ويبقى له إحترامه وتقديره ، ولكن لماذا كل هذا الغضب من قبل تركي العجمة ، يا عزيزي صحيفة الشرق لها مسؤول تحرير أعلم مني ومنك بأبحديات اللغة وخفاياها ، وفوق ذلك عاصر أزمان تطور الكرة وأزمان انكساراتها فليست كتابات العناوين المثيرة و الجاذبة للقراء ليست بشيء جديد في عالم الصحافة ، ثم لماذا ثأر جنون غضبك حينما تم كتابة هذاالعنوان بالذات ؟ ألم تلاحظ وأنت ذاك المتابع الجيد للصحافة - ألم تلاحظ - عناوين الصحفات الرياضية بعد مباراة الفتح والإتحاد مثلا ؟ نفس العناوين والله .

يا تركي .. من أبجديات العمل الإعلامي عدم مصادرة رأي أي شخص وإجباره على الأخذ برأيك ، عدم الإنفعال المصطنع وإثارة الحلقة بأفعال ليس من صميم العمل الإعلامي ، إذا كان أصحاب القضية لم يتحدثوا عن الأمر إطلاقا ، وتأتي أنت لتصب الزيت على النار ، فتقود الحلقة لبحر من الأخذ بالصوت الواحد والرأي الأوحد ، ضاربا عرض الحائط كل القيم الإعلامية التي لابد للمذيع أن يحرص عليها ويهتم بشأنها .

يا تركي .. كنا نعد برنامجك الصرح الأوحد للحيادية في مجتمعنا الرياضي ، وللأسف تم هدم ذلك الصرح مساء البارحة بمدافع الانحياز لطرف دون طرف ، وليس من حقك يا تركي إبداء وجة نظرك بكل ما كنت عليه البارحة من فجاجة الأسلوب والغضب ، تركي .. رحم الله إمرأ عرف قدر نفسه ، أصبحت الآن لا ألوم الأمير فيصل بن تركي حينما قال : مجتمعنا الرياضي مخيس !

يا تركي .. في عشر دقائق هدمت صرحا للحيادية ، وأجبرت الناس على الإبتعاد عن برنامجك حفظا لكرامتهم ، فلسنا بحاجة لمحاضرات في الوعي والإدراك وإنتقاء الألفاظ ، وما دامت صحيفة الشرق هي من وضعت العنوان فعليك بالإتجاه لها ، وليس عليك مصادرة أراء ضيوفك وإظهار كل ذلك الكم من الغضب والإنفعال الذي كنت عليه ، تركي .. عد لوعيك ولا تخسر مشاهديك بسبب انحيازك وتعصبك لجهة معينة .
......................
أنا شكوتي منك إليك
وفرحتي ودمعتي في أيديك
وإن كان ضميرك نفسه ما بيقدر عليك
أشكيك لمين ؟
......................
عبدالرحمن الجوني

الأحد، 9 ديسمبر 2012

الفن التشكيلي .. والأكاديمي الشكلي !


تناقلت وسائل الإعلام قبل أيام خبر قيام عميد إحدى كليات جامعة الباحة بتمزيق للوحات الطالبة والفنانة المبدعة / هند الغامدي بدعوى أنها خادشة للحياء ، وأنها لا يجب عرضها في الجامعة لأنها تثير الريبة والشك ، ثم عاد بعد أن هجعت ثورة شكوكه فقام بإرسال رسالة نصية لأحد الأكاديميات في الجامعة كان نصها ( تم تمزيق اللوحات أرجو السماح ) !

تعتبر الجامعات محضنا مهما من محاضن تنمية الإبداع ، وإبراز المواهب ، وتنشئة القدرات ، ولكن عميد الكلية للأسف رمى بكل هذه الأهداف خلفا ظهره ، ونجح بإمتياز في تمزيق أحلام الفتاة ، وتفنن في كسر مجاديف الأمل داخل صدرها ، ضاربا عرض الحائط بكل ما يتوجب عليه فعله في مثل تلك المواقف .

لا أرى ضررا في تنبيه الطالبة إن كانت تحتوي لوحاتها على محاذير شرعية ، بطريقة لبقة وبأسلوب علمي مدروس ، لكن أن تثور شكوك سعادة العميد بطريقة مريبة ويصدق أحلامه وتخيلاته ، ويبدأ في تمزيق اللوحات بأسلوب همجي هذه هي المشكلة ، ثم ما الضير في رعاية الفن والإهتمام بالمبدعين فيه !

أثق بكفاءة سعادة العميد العلمية والعملية ولكن أن تكون همجي التصرف ، تقتل أحلام البسطاء ، وتغتال فرحة الإبداع في جوف تلك الفتاة هذا هو ما أنقم عليك فيه ، وكأنك نسيت أو تناسيت بأن الدين النصيحة وليس الدين التمزيق والإهانة !

أتخيل بحسرة تلك المشاعر المتصادمة في داخلها قبل افتتاح المعرض وبعد تمزيق اللوحات ، كانت في الأولى لا تسعها الدنيا فرحا لأن بنات مجتمعها سيعرفون بمولد مبدعة جديدة بينهم ، تشاركهم أفراحهم ومآسيهم ، تعبر عن مشاركتها لهم بإبداع أناملها ، بجمال لوحاتها ، ولكن بعد التمزيق أصبحت ناقمة على مجتمعها ، وكارهة لموهبتها ولا ألومها فقد كسر سعادة العميد أجنجة الموهبة في داخلها وتركها وحيدة تلملم لوحاتها وتحبس دمعات حسرتها وقهرها !

على سعادة العميد أن يعي بأن الإسلام لم يحارب الفن والموهبة في أي مجال ، وبأن الإسلام أتى للناس لتعديل ميل أخلاقنا ، ولتنشئة مجتمعاتنا على حفظ حقوق الأخرين واستشهد بقوله صلى الله عليه وسلم ( إنما بٌعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وأثق بأنه لو كان هذا المعرض لشاب لما قام سعادة العميد بما قام به ولكن .. لكم الله يا بنات حواء .

إعتذار سعادة العميد عن ما قام به وتعهده بإنشاء مرسم متكامل للطالبة في الجامعة أمر يستحق الشكر ولكن من يرد لها كرامتها التي أهانها يد سعادتك بتصرف همجي لايرقى بأكاديمي واجبه العملي دعم الموهبة وليس إتلافها !

تحياتــــــي

عبدالرحمن الجوني

مواقع التواصل الاجتماعي