السبت، 12 أبريل 2014

" لم ينجح أحد " !!




في وطني الكبير هناك الكثير من الاشكاليات التي ﻻبد أن يطلع عليها السادة الوزراء عن قرب حتى يحسوا بألم المشكلة وعمق القضية وحتى يكون هناك حل جذري لكل هذه المشاكل من أعلى الهرم اﻹداري ولن يحل المشكلة تلك التقارير التي تثني على كل شيء وتمجد أي عمل .. مع أن كل اﻷعمال قد ينتابها خطأ أو تقصير أو إهمال .

وﻷن الزيارات المفاجئة لكل الوزارات هو من صميم عمل السادة الوزراء حتى يتضح لهم مكمن الخطأ أو التقصير كان لزاما عليهم العمل بهذه الزيارات واﻹطﻻع عن كثب عن كل مناحي العمل في شتى فروع وزارتهم وإحالة كل مقصر للتحقيق والمسائلة .

بيد أن تفكيري يقف عاجزا عن تلك الزيارات المفاجئة التي تحاط بجيش من الإعلاميين في معية الوزير يتناقلون من أمامه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ويحيطون بسعادته إحاطة السوار بالمعصم ويثنون على أي عمل يرونه ويتناقلون أخبار الزيارات المفاجئة مع غيرهم حتى يكون الوضع الذي سيرونه يرضي سعادة الوزير وجيش اﻹعﻻميين .

أتذكر قصة يرويها الكبار عن وزير الصحة باﻹنابة الذي عقد العزم للحضور إلى مدينتنا للإطﻻع عن كثب عن الوضع الحقيقي للمنشأت الصحية بعيدا عن التقارير التي تمجد كل عمل ، وحينما وصلت الطائرة إلى المطار كان حشد من الإعلاميين في انتظاره ، حينها قفل راجعا إلى الرياض وألغى الزيارة .

كان سر نجاح هذا الوزير هو أنه لم يثق بكل هذا الكم الكبير من التقارير التي تملئ مكتبه ، كان ﻻبد أن يرى بعينيه كل شيء مثلما يحدث للمواطن البسيط ، كان يزور المستشفيات أخر الليل مدعيا اﻷلم حتى يرى بأم عينيه كيف تقدم الخدمة للمواطن الذي هو في حاجة لها ، وليس كما تثني التقارير على كل شيء بالجملة المعتادة " كل شيء تمام طال عمرك " .

سر نجاح الدكتور القصيبي ومحبة الناس لعمله هو أنه لم يكن يحتاج لجيش عرمرم من الاعلاميين الذي يحيطون به في كل زيارة ، كان يحب أن يرى كل شيء أمامه مهما كان سلبيا أو إيجابيا ، لم يكن يستمد معلوماته من التقارير التي كانت تكتب له ليقرأها ، كان أول تقرير وأخر تقرير هو ما ترآه عينيه وليس ما يكتبه البعض له .

وكم كنت أتمنى أن يتعلم السادة الوزراء من تجربة الدكتور القصيبي اﻹدارية ومن الكم الكبير من كتبه ومقالاته وبالأخص كتابه الشهير " حياة في اﻹدارة " الذي أجزم بأنه لو تم عمل اختبار دوري للسادة وزراء الوزارات الخدمية لكانت النتيجة " لم ينجح أحد " !!!

عبدالرحمن الجوني

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

في ضيافة شاعر بلاط الصحوة !!



في جلسة عابرة مع بعض الأصدقاء كان الحديث عن منشط عابر سيقيمه شاعر بلاط الصحوة في مدينتنا برعاية من بعض المحبين له وبإصرار على حضوره والاحتفاء به وفي قمة المفاجأة أتاني سؤال مباغت من أحدهم - وهو ممن أجله واحترمه كثيرا - كان سؤاله بلغة صادمة لا تخلو من غموض مبطن وبحث عن إجابات غير معلبة ، كان سؤاله نصا كالتالي : " لماذا لا تحضر مثل هذه المناشط ؟ " 

استعدت جزء من ذاكرتي قبل أن أجيب ، استعدت حقا بعض مكنون المحتوى الذي قد لا يظهر على سمات الوجه ، لم تفن قساوة الحياة ذاكرتي ، ولم يغزو الوهن أجزائها ، استعدت في لحظات جزء من ذاكرة الماضي بحثا عن إجابة صادقة لمثل هذا السؤال الصادم والغير متوقع ، وبعيدا عن ترانيم الإجابات التي تحضى بالدبلوماسية والكلام البعيد عن الحقيقة . 

كان جزء من إجابتي : " ولم تطلب مني الحضور وأنا ما زلت أحفظ أغلب قصائده من شتى دواوينه ؟ لم تطلب مني الحضور وما زالت بقايا دواوينه تسامر خلجات فكري أحيانا وتأتي دونما سبب ؟ لم تطلب مني الحضور وأنا الشاب الذي كنت أرى قصائده تتلى على سمعي لمدة عشر سنوات قضيتها من عمري قربهم ومعهم ومنسقا لبعض مناشطهم ؟ 

ماذا ستتوقع يا سيدي أنني سأسمع حينما أحضر ؟ كل ما سيقال في هذه الأمسية الشعرية قد سمعته مئات المرات ولا أبالغ إن قلت بأنني سمعته آلاف المرات ، ما هو الجديد الذي سيقال في هذه الأمسية ، شاعرنا يا سيدي العزيز كتب عن مآسي الأمة الإسلامية لكنه لم يكتب عن مآسي الأمة السعودية ، كتب كثيرا عن فلسطين والبوسنة والشيشان ولبنان وسوريا والعراق ، وتناسى الكتابة عن السعودية . 

كان شاعرنا يا سيدي ممن يحمس الشباب للوقوع في مناطق الفتن ويقدم لهم شعرا حماسيا يسهل لهم تذليل كل الصعاب في طرقهم للوصول إلى تلك المناطق ، ويربأ بنفسه وبأولاده وبالعصبة منه عن الانزلاق في تلك المناطق . 

حينما نتسأل بحيادية عن من علم أبنائنا أن الولاء للأمة الإسلامية هو الأول والأخير والظاهر والباطن وبأننا لابد أن نضحي بأبنائنا في سبيل توحيد الأمة الإسلامية وبأن الولاء والانتماء للدول ما هو إلا ضرب من الجنون والخنوع والذل والهوان هنا يكون حضور شاعر بلاط الصحوة في أوج عطائه هو والكثير ممن أحدث لنا ثورة محاضرات التعبئة للنفير إلى ساحات الدول المتحاربة في تسعينات القرن الماضي ، ولا زالت التعبئة مستمرة ولكن بأساليب جديدة ، وسلامة فهمك يا سيدي العزيز .  

عبدالرحمن الجوني

مواقع التواصل الاجتماعي