الثلاثاء، 11 فبراير 2014

#في_موزنبيق .. أسبوع المرور الخليجي !!



قرأت في إحدى الصحف الألكترونية أن إدارة  مرور منطقة عسير تقوم هذه الإيام بتحضيرات مكثفة استعدادا لأسبوع المرور الخليجي تحت عنوان " غايتنا سلامتك " وكانت أولى نتائج هذه التجهيزات حملة ميدانية قام بها مرور أبها قام فيها بمعاقبة من يخالف أماكن الوقوف ومن يستخدم الأجهزة النقالة أثناء القيادة ومن لا يلتزم بربط حزام الأمان . 

بعيدا عن كل هذا .. ما هي النتيجة الملموسة لكل هذه التحضيرات المكثفة ؟ النقاط الأمنية تملئ الطرق، تحفل كل هذه الطرق بمجموعة من أفراد المرور يحملون في أياديهم ذلك الذفتر البغيض ويوزعون منه  بسخاء لكل مخالف بعيدا عن أي توعية وبعيدا أيضا عن أي فكر يخدم المجتمع ويساهم في إثراء مفهوم القيادة السليمة والأمنة . 

كم نحن بحاجة إلى رجال المرور لإثراء فكر قائدي السيارات بعيدا عن التوزيع بسخاء من ذفاتر المخالفات ، نحتاج إلى إبراز مخاطر السرعة والتحدث بالجوال أثناء القيادة والتضييق على الناس بالوقوف الخاطئ في الأماكن العامة وكذلك إبراز الفائدة المرجوه من ربط حزام الأمان والذي بينت الدراسات أنه يقلل بنسبة النصف من آثار الحوادث المرورية ، نحتاج إلى إنارة أفكار الناس وعقولهم بخطأ كل هذه التصرفات وسوء نتائجها ولا نحتاج إلى ملئ الخزائن من جيوب المواطن الضعيف . 

لنقف بصدق مع كل ما يجري الآن .. هل كل ما نراه الآن في النقاط الأمنية يفيد المستخدم البسيط للسيارة ؟ إضافة إلى التجهم والنظرات التي توحي بأنك مذنب لسبب تجهله ، حتى أن بعض أفراد المرور والنقاط الأمنية بصفة عامة لا يرد تحية السلام ويعتقد في قرارة نفسه أنك مخطئ حتما ولو كنت لم تخطأ قبل ذلك ، وإن لم يجد خطأ في أوراقك الثبوتية قام بالبحث عن خطأ مهما كان حجمه ليبرر لمسؤوليه نفاذ ذلك الذفتر البغيض والذي سيدفع المواطن قيمة ما كتب فيه من مخالفات وليحفل هذا الفرد بإجازة إنهاء الذفتر والتي وُعد بها ومقدارها يومان فقط . 

هذا الكلام ليس إنشائيا البتة ، ويعلمه كل من يمر بشوارعنا ويصادف أثناء مروره بتلك النقاط الأمنية ، والتي وٌضعت لتبين خطأ سيرنا وليس لجباية أموالنا ، نعم أنا مع معاقبة المخالف ولكن ليس في كل الأحوال فهناك مخالفات تستحق العقاب كالسرعة والتجاوز وقطع إشارات المرور ومضايقة قائدي السيارات وغيرها لكن لست مع الأسلوب الفج الذي نعامل به من قبل بعض من نراهم في النقاط الأمنية ، ويكفيك جدلا قول بعضهم " يا أخي حنا نطبق النظام " أي نظام تطبقونه وأنت ترانا مذنبين دائما وعلى خطأ دوما وأبدا ، النظام وُضع لحفظ الضروريات الخمس وليس لإرهاق كاهل المواطن البسيط وزيادة مصاريفه . 

أتمنى أن أرى في نقاطنا الأمنية من يخبرنا بخطأ تصرفاتنا دون أن يستند إلى ذفتر المخالفات ويبدأ في تعبئة مرسوم المخالفة بصفاقة ، قف للحظات واستشر عقلك هل إذا كتبت هذه المخالفة هل سيتعض المخطئ ؟ في الغالب العام ليس هناك فائدة مرجوة من كل هذا إلا ملء الخزائن بالأموال ، وكأننا نعيش في وطن لا دخل له إلا من مخالفات المواطن البسيط والمغلوب على حاله والذي يأن ويصرخ من هول ما يحل به ومن هول التنكيل الذي يلحق به . 

في إحدى الدول الخليجية القريبة جدا منا وتحديدا في أسبوع المرور يقومون بتوزيع الورود في الشوارع ومناصحة المخالف وإيضاح المخالفة التي قام بها وضررها على نفسه وعلى من حوله دون الاستناد إلى ذلك الذفتر البغيض ، وكذلك طباعة المنشورات المفيدة لكل عابري الطريق وإيضاح فائدة ربط الحزام وإضرار السرعة والتجاوز ومخاطر الحديث في الأجهزة النقالة أثناء القيادة ونحن نبحث عن أكثر الطرق ازدحاما لوضع نقاط أمنية متعددة لجني غلة المخالفات إعتمادا على شماعة النظام وكأننا نعيش في موزنبيق . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسك الكلام 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وين أحب الليله .. وين
وين أحب.. ووين أهيم 
ارفعي طرقة الشيله .. عن سديم ..
وكوكبٍ وهاج ..
واقطعيني بنصل طرفٍ سادرٍ وحجاج ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



عبدالرحمن الجوني 

مواقع التواصل الاجتماعي