الاثنين، 20 مايو 2013

كهنوت الأهواء ... تُنصب ألهه



أصبحت في الفترة الأخيرة نزقا من صحفنا اليومية ، لا أقرأ منها إلا اثنتان فقط ، وبالطبعة الدولية ، لعلمي أنها تعج أخبارها بالغث والسمين ، وبأنها في النهاية أبواق كتابية تمسح
الخوج وتخفي الحقائق وتطبطب على أيدي المتجاوزين إلا فيما ندر !

لكن ما رأيته اليوم في مواقع التواصل الإجتماعي من عنوان لمقال كتبه أحد كتاب جريدة الجزيرة غير جل أفكاري ، وتركني بين أمواج خيالاتي سارحا فيها ، متمنيا الموت قبل أن أرى ما كتبته يدا هذا الجاهل ، الذي ضرب بعرض الحائط كل أساسيات العمل الإعلامي .

يشُرع الكاتب مقالته بعنوان ( الملك عبدالله : عمق بالرؤية .. ووضوح في المواقف ، وإبصار ما كان .. وما هو كائن ، وما سيكون ) وحين جهل الكاتب ورئيس التحرير ما تضمه معاني الكينونة سمحوا لهذا المقال بالنشر ، زعما منهم بأن العنوان عادي جدا ، وما علموا أنهم نصبوا إلها جديدا مع الله عزوجل .

يا وزير الثقافة والإعلام .. إن كان يسرك ما قال هذا الكاتب فلنقل على ثقافتكم وشعركم وأدبكم السلام ، ولتحملها عاجلا إلى أقرب مقبرة وتصلي عليها صلاة لا ركوع فيها ولا سجود ، وإن لم يكن لكم وقفة مع هذا الكاتب ومن سمح بنشر هذا العنوان فعظم الله أجرنا في صحفنا وفي ثقافتنا وإعلامنا .

يا وزير الثقافة والإعلام ، ستقف بين يدي الله ليسألك عن هذا العنوان ، عن من ينصب للناس ألهة وفق مزاجة ، ووفق هواه ، فبماذا ستجيب ، هل ستقول حاولنا منعه فلم نستطع ؟ حاولنا محاسبته ففشلنا ؟ سيسألك الله عن من يقيم أمجاد التزلف ومراسم المديح ويكتب إساءة للدين أولا ثم إساءة للمتزلف له ، ثم إساءة لجميع الوطن ، وأنت لا تحرك ساكنا !

يا وزير الثقافة والإعلام .. إن كانت الإساءة لأشخاص بما ليس فيهم يعاقب عليها القانون أشد العقاب ، فكيف بالإساءة لرب الأرباب ومسبب الأسباب ومجري السحاب ، إن كانت الإساءة لله عزوجل فهل ستضعون رؤوسكم في وحل إساءة غيركم ، وتتركونه يكتب ما يشاء عمن يشاء دون حسيب أو رادع !

يا وزير الثقافة والإعلام .. أخاطب فيك تدينك وشعرك وأدبك وثقافتك ، لا تترك الأمر يفلت من زمام المحاسبة ، واكسر يراع كل قلم يشوه شريعتنا الدينية ، وحضاراتنا الإنسانية ، ولتعلم بأنني مواطن من بين ملايين المواطنين يحب الملك لكن لا يألهه ، نحن نحب فيه كل صفاته الحميدة ولكننا لا نعبده ، ولن نسمح لأي كاتب أن ينسب الألوهية لأحد ، فنحن نعبد الله ولا نعبد بقر الهند ، إن ماتت منها بقرة نصبوا بقرة غيرها إلها !

يا وزير الثقافة والإعلام ، انتهى كلامنا وحسبك من الخبر مشاهدة الصحيفة اليوم ولا تكن نصيرا لجور المسميات وكبرياء الأشخاص ، فمن ينصب ألهة يسهل عليه أن يكون كهنوتا لنفسه ، اقتص لنا من هذا الكاتب وأبرد صدورنا فيه يا وزيرنا

عبدالرحمن الجوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواقع التواصل الاجتماعي