الأحد، 19 مايو 2013

فواجعنا .. للظهور الإعلامي فقط !



في شأننا الداخلي تحدث فواجع يندى لها جبين الوطن من هول الصدمة وعظم الفاجعة ، ويتحمس المسؤول بحثا عن مخرج له يحفظ ماء الوجه ولو قليلا ، يزبد ويرعد ويلوم ويغضب ثم يحل الصمت ليكون سيد الموقف وأنيس الفاجعة ورفيق دربها ومؤنس وحشتها .

من قراءة شخصية لأحداث مرت بالوطن خلال عام واحد استشف أمران لا ثالث لهما ، الأول أننا نغضب حينما تعصف بوطننا فاجعة معينة ، نلوم ونستنكر ونكثر الحديث في مجالسنا الخاصة والعامة عن المتسبب في تلك الفاجعة وعن توابعها وما نتج عنها ، والأمر الأخر أننا نتناسى الفاجعة بعد مرور أيام من حدوثها وليرعى الرب مصيرها وما تؤول إليه ، لنبقى ننتظر فاجعة أخرى تؤقظ فينا حس المسؤولية ونعود نتحمس مرة أخرى بحثا عن حلول .

لماذا لا نستيقظ إلا متأخرين جدا بعدما تحل الفاجعة ، لماذا يبقى الصمت سيد مواقفنا في انتظار سلسلة الفواجع في وطني ، هل نحن نعيش سلبية مواقف وكأن الأمر لا يعنينا ، لماذا لا نتعلم من دروس الفواجع التي سبق وأن حلت لنا ، لم لا نأخذ العبرة والعظة من سابق الفواجع التي أمتد أمدها بيننا ، من كارثي جدة مرورا ثم سيول تبوك والأن الامطار التي مرت بها المملكة .

ليس الخلل في التنظيمات بقدر ما هناك خلل في التطبيق والمتابعة ، مسؤولون يعشقون الكراسي الفارهة ومهامهم هي متابعة التطبيق على أرض الواقع ، ولكنهم الآن أصبحوا يعتمدون على التقارير المقدمة لهم ، وليتهم يعلمون بأن تلك التقارير تكتب في المكاتب الملحقة بمكتبه الفسيح ، وتقدم لهم كدليل إجادة التنفيذ وعند أول فاجعة يظهر المخبئ لنا والذي عجز مسؤولينا عن إدراكه .

كانت الأجيال الماضية تستبشر بالمطر لأنه رحمة الله لعباده ، ولكننا أصبحنا نخاف منه الأن لسوء تنفيذ مشاريعنا ، أصبحنا نطالب بإجازات كثيرة خوفا على حياتنا لإداركنا بأن مشاريعنا ليست إلا اجتهادات من هنا وهناك ، وبأنها ليست قادرة على تحمل القليل من ماء السماء ، فهي تغرق في شبر ماء .

سوء الأحوال الجوية ليس عذرا لتعليق الدراسة وكثرة الإجازات ولكن سوء المشاريع هو السبب فلا تدعو بأن الأحوال الجوية هي العذر ، فلو أبصرتم بقليل من التروي والحكمة مشاريعنا لوجدتمونا عرضة للكثير من الفواجع والكوارث والإشكالات التي لا تخفى على ذوي العقل والحكمة .

وأخر فواجعنا الداخلية .. ذلك المشروع المقام مدينة أبها .. والذي بلفت قيمة مبلغا يضاهي الثلاثة والتسعون مليون ريال ، لم يسْتفد من هذا المشروع إلا أسبوع واحد ، وحين أتت مزون الرحمة غمرت المشروع كاملا ، والسبب يعود لفتحات التصريف التي لا يعلم عن مكانها أحد ، ولا عن قدرتها على تصريف الأمطار ، والقائمة تطول في مشاريع الوهن في بلادي ، ومسؤولينا لا حياة لهم ولا نداء يستجيبون له !

ختاما .. هيا سلموا لنا على ( نزاهة ) وأبلغوها امتعاضنا من كل ما يجري الآن من فواجع تحيط بنا إحاطة القلادة بمعصم الوطن ، ومنا إليهم مع التحية !

عبدالرحمن الجوني Twitter | a_aljouni

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواقع التواصل الاجتماعي