- يعتب الكاتب في صحيفة الوطن الأستاذ " إدريس الدريس " علينا نحن الشباب في أننا نتسرع في تصديق الإشاعات المغرضة التي ينشرها من يريد الإساءة للوطن بأكمله عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ويصف الحلول بإيجاد شخصيات اعتبارية ذات مصداقية دينية وفكرية واجتماعية للتصدي لمن يحاول دس أفكارا مضللة لشبابنا ويحاول زعزعة اللحمة الوطنية فيما بينتا ، ويرى بأنه من الأجدى أن نعمد إلى زيادة الولاء لدى المواطن وحقنه بمشاعر الافتخار والإعتداد بوطنه وبالمنجزات التي تحققت في صحرائنا .
- يدرك كل شباب وطننا حجم الجهد والإهتمام الذي يوليه للوطن ولاة الأمر ، وبأن مصلحة الوطن مقدمة على مصالح الأشخاص ، وليس بدعا من القول أن كل من يسعى للإساءة للوطن يعزف على وتر الأخطاء التي حلت بنا بسبب سياسات خاطئة ، ولكننا نثق في أن القادم لنا سيكون أجمل حتما فيما لو تساوت الفرص وتحقق العدل المنشود بين طبقات المجتمع .
- ليست الأهمية بزيادة جرعات الولاء وحقن الشباب بمشاعر الفخر والإعتزاز ولكن المهم هو أن تتساوي الحقوق المقدمة للمواطن مع ما يتطلبه منه الوطن ، لا أن تكون الحقوق منقوصة والواجبات كاملة ، ليس لدي شك في أن كل شاب منا يفتخر بانتمائه لهذا البلد المعطاء ، وبأنه يتمنى لهذا الوطن مزيدا من الإستقرار والرخاء والنماء ، في ظل فكر يخدم متطلبات المواطن البسيط ويلبي رغباته البسيطة ، والتي لا تزيد على دخل يوفر له غذائه وأمن يحفظ له حريته ودواء يستعين به وقت شدته .
- مع وجود الكثير من الشخصيات الإعتبارية داخل صفحات مواقع التواصل الإجتماعي والتي أتت لتوثيق حساباتها دون وجود فائدة مرجوة من وجودها ، أصبحنا نشتك في كل من يدخل عالمنا الافتراضي ، لأن العادة سبقت بأنهم لا يتفاعلون مع مطالب المواطن البسيط ، وأصبحت صفحاتهم أشبه بأوراق "المعاريض" للطلب والإستجداء ، إن كان وجودهم هو لجس نبض الشارع البسيط دون إهتمام بقضاياه فلا نريد وجودهم بيننا ، لأن وجودهم بيننا في هذه الحالة أشبه بمن يرى خراب الديار ولا يسعى لنجدتها .
- من يحاول دس السم في العسل ويغني مواويل الضياع والاستبداد ثلة بسيطة يجب محاربة فكرهم بفكر مضاد ، يجب أن نصغي لحكمة العقلاء ، وبأن لا ننجرف وراء كل خبر لا ندري ما المراد من نشره ، حتى ولو كان الأمر بسيطا ، لا نريد لعقولنا من يحجم تفكيرها أو يقلل من دورها ، ولو وجدنا ملاذا صالحا لأفكارنا غير صفحات التواصل الإجتماعي لقلنا فيه ما نواجهه من مشاكل وهموم ، ولكن كل الأبواب التي يقال أنها مفتوحة نراها موصدة بـ"الضبة" والمفتاح ، ونحن لا حول لنا في فك أبوابها ولا قوة .
- لسنا في حاجة لجرعات الولاء بقدر ما نحن في حاجة لجرعات من إثبات الإنتماء، أتمنى بأن تشمل جرعات الإنتماء الوزراء وأصحاب المناصب العليا ، لا نريد من وطننا أن تكون القرابة والقبيلة والمعارف الشخصية هي أسهل الطرق لشغل المناصب ، أو لنيل المطالب ، نريد أن نكون سواسية أمام النظام في كل شيء حتى نزداد فخرا بوطننا بدون جرعات أو أمصال تهدف لزيادة الإفتخار دون العمل بالأسباب .
- يا "وطن" قيس حجم المسافة بين حب المواطن البسيط لك وبين ما تقدمه لهذا المواطن البسيط ، وستجد بأنه يحبك يا "وطن" أكثر من مما يحب عينيه ، وهو على أتم الإستعداد للذود عن حماك ، ولدفع عمره في سبيل عزتك ومجدك ، نعم شمسك يا "وطن" حارقه وصحرائك قاحله ولكننا نحبك يا "وطن" أكثر من محبتنا لأنفسنا .
عبدالرحمن الجوني
Twitter | @a_aljouni