الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

كشف غموض

عندما نكتب في موضوع ما .. نحن لا نحارب شخصا بعينه .. ولكننا نحارب مشكلة استعصت على الحل امام السادة أصحاب المكاتب الفارهة والمكيفات الجديدة .. مشكلة فاحت رائحتها حتى وجدناها بأم أعيننا واقعا أمامنا .. كان لنا قدر الكتابة وكان لهم قدر التنفيذ . 

عندما يكتب كاتب مقالا بصحيفة او مدون يكتب في مدونته او ناشط عبر مواقع التواصل - عندما يكتبون - عن مشكلة حدثت في الحدود الشمالية مثلا او في المنطقة الشرقية .. نحن لا نستعدي الكل ولكننا نبحث عن طوق نجاة قبل أن تغرق سفينة الاهتمام . 

وكأني بمقص الرقيب .. يقتص مقالات الكثيرين وبحرمها من متعة النشر وجمال المتابعة وفائدة الكتابة عن خطر وشيك أو مشكلة واقعة .. عندما يُجرد المقال من جماله ورونقه ويتركه بدون جوهر ملموس أو فائدة مرجوة منه .. ثم يسمح بنشره على مضض .. كأني بلسانه يقول : هذه سياسة الناشر ولن نسمح بتجاوزها ! 

أقف معك سيدي الناشر للحظات .. والفت انتباهك لأمور فلتسترعني انتباهك  رجاء .. كانت الصحافة وما تزال هي السلطة الرابعة التي تنشر كل ما يهم المواطن من أفراح واتراح .. تضمد جرحا وتطلب دواء .. تواجه مشكلة وتسعى لحلها عبر نشر كل ما يلمس جراحات الوطن .. وكل ما ينبثق من مشكلاته واحزانه .. نعم نحن نكتب لأجل أن تعم المصلحة العليا ومصلحة  الوطن تطغى على مصلحة الأفراد .. نحن يا سيدي العزيز لا نشخصن الأمور ولا نعمل لمصلحة شخصية أو هدف مرجو من طرح موضوع ما .. نحن نبحث عن حلول ليس أكثر .. وليست مهمة القيادي سوى تلمس احتياجات المواطن وتذليل صعوباته . 


اتفاجا كثيرا بإيقاف كتاب كبار نشأنا على كتاباتهم منذ القدم .. تم إيقافهم لطرحهم مواضيع تلامس الجرح الغائر في ذلك المواطن الذي ايقظته همومه ذات مساء .. واجبرته على طرق الابواب الموصدة .. ولكن هيهات أن تستجيب تلك الأبواب .. فطرح همه في جلسة عابرة أو لقاء تم مصادفة .. وخرج ذلك المقال وتم ايقافه وإيقاف كاتبه .. لماذا ؟ لا نعلم .


ما يميز مواقع التواصل الاجتماعي هي سهولة النشر وبساطة الكتابة .. وثقل المسؤولية..  لا تحتاج لمقص الرقيب  ولا سياسة ناشر أو أسلوب تكميم الافواه .. قبل ايام يفاجأنا كاتب مخضرم يطالب بحجب تويتر أو وضعه تحت المتابعة الأمنية ! .. قل لي بربك أي منهج تريد اتباعه هنا .. أهو سياسة التقارير الأمنية .. أم سياسة لا أريكم الا ما ارى .. أتعلم أن تويتر أسهم في حل مشاكل كانت عصية على الحل .. أتعلم بأنك بتغريدة واحدة تستطيع إثارة الرأي العام .. وتستطيع توصيل أمرك لمن يهمه الامر .. بدلا من الانتظار لساعات أمام أصحاب المكاتب الفارهه .. 

مما يميز مواقع التواصل الاجتماعي أن الرقيب ذاتي .. بمعنى أن هناك مسلمات لا يجوز المساس بها وهي الدين والوطن .. أما كل ما يكتب غير ذلك فهو قابل للأخذ والرد دون أي مسؤولية من جهة معينة تتحكم بأفكارنا وأطروحاتنا وإن كنت أعتب على السادة رؤساء التحرير لانهم يكثرون من استخدام مقص الرقيب بصحفهم دون وعي منهم بأن الصحافة هي شريان المجتمع وسلطته التي من خلالها تستطيع الوصول لمن يهمه الامر . 


تحياتي ... عبدالرحمن الجوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مواقع التواصل الاجتماعي