الاثنين، 10 يونيو 2013

تجار السموم وتدمير الثروات !


في وطني الكبير أتمنى أن لا أجد أحدهم يسعى لشراء ما يضر عقله ويخرجه عن وعيه ، ومع كثرة حوادث الضبط الأمني للمتاجرين بالسموم في أوساطنا بدأت أشك بأن هناك أمورا تدور في الخفاء وتسعى لتدمير شبابنا والإساءة لهم وهدم مقدرات البلد ونهب ثرواته الكامنة !

ما نسمعه ونراه في وسائل الإعلام من حالات قبض على المتاجرين بالمخدرات شيء يخيف فعلا ، ويستحق منا وقفة صارمة أمام كل من تسول له نفسه الإضرار بشبابنا وتحويلهم من عوامل بناء إلى معاول هدم ، وما نراه من القوة الإفسادية لتلك السموم يهول له الولدان .

كنت أعتقد بأن موسم الاختبارات هو موسم العمل الفعلي لتجار هذه السموم ، بينما أكتشفت بأن العام بأكمله هو موسم ناجح لهم ، وبأنهم يغررون بصغار السن حتى يقعوا فريسة لهم ، وفريسة لتوزيع السم في سبيل أن يقدم له التاجر ما يطفئ نشوته ، وما يزيل ما تبقى من عقله !

حينما أسمع عن القيمة السوقية لهذه السموم والتي بلغت خلال الأربعة أشهر المنصرمة من بداية هذا العام ما يقارب المليار وثلاثمائة وثلاثة عشر مليون ريال أتأكد بأننا محاربون في شبابنا وبناتنا بسلاح لا يعرف الرحمة ، ولا يقبل غير الذل والخنوع ، وبأن هناك من يريد بنا سوء المنقلب ، هناك من يريدنا أسرى نشوة عارمة ، نشوة تذل شبابنا وبناتنا ولا تعزهم ، وتفصلهم عن مجتمعهم إلى مجتمع أخر يكسر مجاديف البناء في حياتنا ويرمي بنا في لجة بحر الإدمان الذي لا قعر له .

متى يبلغ مجد وطننا كماله وتمامه ونحن ما زال يوجد في وطننا من يسعى للهدم والإضرار بمقدراته ، مقدراتنا الكامنة هم شبابنا وفتياتنا ، هناك من يسعى للإضرار بهم وتوجيه طعنات الغدر في ظهورهم ، هناك من يسعى لمسح ذاكرة البناء والشموخ والرفعة من عقولهم والإحلال بديلا عنها بذاكرة النشوة المزعومة والإدمان الحقيقي الذي ينسج من وطننا الكبير معاول للفساد والإضرار بكل شيء .

تجار هذه السموم لا يتعاطونها ولا يقبلون بأحد من أبنائهم أن يتعاطها ، وهم يشيعون بين العوام والجهلة وصغار السن أنها للمساعدة في حفظ المعلومة واسترجاعها وبأنها تأتي بالنشوة وتبعد الحزن والكأبه ، وليت شبابنا وفتياتنا يعلمون بأن هذه السموم ليست إلا بحر لا ساحل له ولا ميناء ، وبأن إدمان هذه السموم هو بداية لزوم طريق واحد ولا يؤدي إلا إلى الموت أو الجنون ، وكم رأينا وسمعنا ممن كانت هذه السموم رفيق دربه ومؤنس وحشته حتى أصيب بالجنون من جراء تعاطيها .

جهود وزارة الداخلية مشكورة في هذا الجانب ، ولكن لابد من وقفة منا نحن أبناء الوطن أمام محاربة هذه السموم ومن يتاجر بها ومن يمؤلها ، لا نقف موقف المتفرج في ساحة مليئة بمن يسعى بنا نحن هاوية لا قعر لها ، لنقف يدا بيد مع جهود إدارات مكافحة المخدرات حتى نستطيع العبور بسفينة الوطن نحن بر الأمان الذي نرجوه ونتمناه !

جنب الله وطننا شر كل ذي شر

عبدالرحمن الجوني
Twitter | a_aljouni

هناك تعليق واحد:

  1. كروحك الطاهرة لا تنثر حبرك إلا في ما يستحق ، أشكركم يا عبد الرحمن .

    قلتم حين وصفتم وأبدعتم " متى يبلغ مجد وطننا كماله وتمامه ونحن ما زال يوجد في وطننا من يسعى للهدم والإضرار بمقدراته "
    فأردت كعزفٍ أن أقول :
    - الشاب نفسه هو من يلام لكونه يحتسي السم وهو يعلم .
    - الوالدان هم أيضا من يحمل جزءا من المسؤولية .
    - الأسرة أيضا .
    - المجتمع المتهالك أيضا من يتستر ومن يفرح بمثل هذا هم أيضا مشتركون بالقضية ، ليس الكل ..
    - النظام هو أيضا مشترك بالقضية .

    القضية هي مرقص في مراقب الموت المذل حين لا ينظر لها بجدية أكثر و حين لا يعمل الكل وكأنه المسؤول عنها ، هنا يا سيدي عبد الرحمن يبلغ المجد كماله ..

    وكما ذكرتم يا فخامتكم أيضا لا ننسى أن نثني على وزارة الداخلية التي تطرق بيد من حديد في مثل تلك الأمور .

    ردحذف

مواقع التواصل الاجتماعي